3 - حسن معاملته بعض قادة أوروبا للمسلمين الخاضعين لحكمهم: ومن ذلك مثلاً مالقيه المسلمون في صقلية من تسامح وهدوء تحت سلطة بعض حكامها كروجر الثاني الذي قال عنه ابن الأثير: .. فسلك طريق ملوك المسلمين .. وجعل له ديوان المظالم ترفع إليه شكوى المظلومين، فينصفهم ولو من ولده وأكرم المسلمين وقربهم ومنع عنهم الإفرنج فأحبوه (?) وشاهد ابن جبير جانباً من الأوضاع الحسنة للمسلمين في صقلية تحت حكم فريدريك الثاني ففي حاضرة صقلية قال ابن جبير عن أوضاع المسلمين: .. وللمسلمين بهذه المدينة رسم باق من الإيمان يعمرون أكثر مساجدهم ويقيمون الصلاة بأذان مسموع، قد انفردوا فيها بسكناهم عن النصارى (?) وقال: وأما المساجد فكثيرة لا تحصى وأكثرها محاضر لمعلمي القرآن (?) وعن حسن معاملة النصارى للمسلمين في هذه المدينة قال ابن جبير: ... وطوائف النصارى يتلقوننا فيبادرونا بالسلام علينا ويؤنسوننا، فرأينا من سياستهم ولين مقصدهم مع المسلمين ما يوقع الفتنة في نفوس أهل الجهل (?) وكان المسلمون المقيمون في القسطنطينية في هذه الفترة ينعمون بشيء من الحرية وإظهار شعائرهم الدينية وكان لهم جامع يؤذن ويصلى فيه (?) ولم يقتصر الأمر على تمتع المسلمين في بعض الدول النصرانية بالحرية والأمن، بل إن أعداداً منهم بلغت حظوة ومكانه لدى بعض القادة النصارى (?) ومن ذلك مثلاً ما ذكره ابن الأثير عن روجار الثاني صاحب صقلية من أنه اتخذ رجلاً من أهل الصلاح يستشيره ويقدمه على الرهبان ويكرمه ولذلك يتهم بأنه مسلم (?)،