3 - تحسن نظرة كثير من النصارى للإسلام والمسلمين: وقد نقل توماس آرنولد عن بعض الكتاب الغربيين ما يؤيد ذلك، كقول أحدهم: ... ومن المؤكد أن المسيحيين من أهالي هذه البلاد قد آثروا حكم المسلمين على حكم الصليبيين (?) وقول أحدهم: .. ويظهر أن أهالي فلسطين من المسيحيين لما وقع بيت المقدس في أيدي المسلمين نهائياً سنة 641 هـ -1244م رحبوا بالسادة الجدد وأطمأنوا إليهم ورضوا بحكمهم (?)، كذلك الحال بالنسبة لكثير من نصارى آسيا الصغرى في هذه الفترة الذين فضلوا حكم السلاجقة المسلمين على سيطرة إخوانهم من النصارى من البيزنطيين (?)، أما بالنسبة للنصارى الصليبيين فقد تغيرت نظرتهم للإسلام والمسلمين نتيجة للجهود الدعوية المختلفة الموجهة إليهم في هذه الفترة فمثلاً أن أحد رسلهم ويدعى بركارد حينما قابل صلاح الدين سنة 580هـ/1175م عاد إلى قومه وأخبرهم بما لاحظه من أن المسلمين يؤمنون بإله واحد خالق كل شيء، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم نبيّ مرُسل من الله جلّ وعلا ومن مظاهر تغير هذه النظرة الحاقدة لدى النصارى تجاه المسلمين وجود نوع من الصداقات بين مسلمين والنصارى، ومن ذلك مثلاً ما كان لأسامة بن منقذ من أفراد منهم يعدهم أصدقاء له وكانوا يمكنونه من الصلاة في المسجد الأقصى حينما كان تحت سيطرة النصارى (?)، وابن جبير الذي زار المنطقة في هذه الفترة رأى عرساً إفرنجياً حضره جمع من المسلمين، وكان من مشاهداته أن بعض النصارى إذا رأى أحداً من المسلمين انقطع للعبادة أتوه بالماء والزاد (?)،