ج- صالح بن الحسين بن طلحة الجعفري: كان مولده بمصر سنة 581هـ (?) وكان الجعفري كثير المناظرة لرهبان النصارى، حيث يدل على ذلك بعض الإشارات في كتبه، ومن ذلك مثلاً قوله: .. ولقد فاوضني بعض الرهبان ممن يدعى بناناً في البيان (?) قوله: لقد فاوضت بعض النصارى فيما يتعلق بألفاظ النبوة (?) وقوله: قلت لنصراني من عقلائهم (?) ومن جهود الجعفري في هذا المجال اهتمامه بما يصدر عن نصارى الفرنج تجاه المسلمين وتصديه لشبههم والرد عليها وتفنيدها، ففي كتابه: الرد على النصارى أشار إلى الدافع له لتأليفه أسئلة وردت من الفرنج يمتحنون بها المسلمين إذ يقول: .. وقفت على مسائل ذكر أن الفرنج بعثوا فيها يمتحنون أهل الإسلام، فنظرت فيها، فإذا هي خالية من الفوائد الدينية عاطلة عن المنافع الدنيوية (?) وأما التأليف في هذا المجال فكان للجعفري الجهد الواضح فيه دعوة لهم، ورداً على شبههم، وبياناً للحق الذي اشتبه على كثير من عامتهم؛ حيث استشعر هذه المهمة الجليلة في دعوة النصارى، فبين أن من أسباب تأليفه مثلاً لكتاب تخجيل من حرف التوراة والإنجيل هو رجاء هدايتهم فعسى الله أن يقدر هدية بعضهم، ونحن مأمورون بدعائهم إلى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة (?) ومما دفعه إلى التأليف أيضاً تعليم الحجة في الرد عليهم، وإلزامهم بمقتضى أصولهم: وهذا مما يعين على دعوتهم (?).