وأما الجهاد في سبيل الله – أهم وسائل الدعوة – فله اليد الطولى فيه، ووقعاته مشهورة معهم، وعلى يده كان طردهم من الغالبية العظمى من بلاد الشام ومن أعظم ذلك استرداده بيت المقدس من أيديهم بعد معركة حطين المشهورة عام 583هـ (?)، وكان رحمه الله – حريصاً في كل وقعة معهم أن يعرض الإسلام عليهم فبعد كل معركة يعرض الإسلام على الأسرى قبل اتخاذ أي إجراء معهم ومن ذلك مثلاً ما حدث بعد معركة حطين وقد كان طموحه – تتبع النصارى في بلادهم حتى لا يبقى منهم من يكفر بالله، وهذا ما صرح به لقاضي عسكره ابن شداد، وذلك بقوله: أما أحكي لك شيئاً؟ قلت: بلى، قال: في نفسي أنه متى يسر الله تعالى بقية الساحل قسمت البلاد وأوصيت وودعت وركبت هذا البحر إلى جزائرهم أتتبعهم فيها حتى لا أبقي على وجه الأرض من يكفر بالله أو أموت (?)، ومن جهوده المباشرة في الدعوة للنصارى حرصه على تحقيق الوحدة بين المسلمين والعمل على ذلك لتقوية الجبهة الإسلامية ضد النصارى، وجهوده في مجال تحقيق الأمن والضرب على أيدي العابثين (?)، وقد اهتم صلاح الدين بالعلماء والفقهاء واتخذهم بطانة له، بل وأسند كثير من المهمات الإدارية والقيادية إليهم وهم قادة الرأي في الأمة وهداتها إلى طريق الحق وحراسها من الغواية والضلال ودعاتها بعلمهم وعملهم، ومن أبرز هؤلاء العلماء القاضي ابن شداد الذي تولى قضاء عسكره وقام بكثير من السفارات له (?)،