بل وأسر بعض قادتهم كصاحب طرابلس وصاحب الروم وابن جوسلين وغيرهم ولهذه الانتصارات الكبيرة على الفرنج والتمكين للمسلمين بعد ضعفهم في الشام مع قلة العسكر في مواجهة تكالب النصارى على المسلمين أدرك بعض النصارى سبب هذه الانتصارات وأنه لا يرجع إلى القوة العسكرية، فحسب بل إلى صبر نور الدين واحتسابه وصدقه وإنابته إلى الله سبحانه مع الأخذ بالأسباب حيث قال بعضهم: .. وابن القسيم له مع الله سر، فإنه لا يظفر علينا بكثرة جنده وعسكره، وإنما يظفر علينا بالدعاء وصلاة الليل، فإنه يصلي بالليل ويرفع يده إلى الله ويدعو فالله سبحانه وتعالى يستجيب له دعاءه ويعطيه سؤاله وما يرده خائباً فيظفر علينا (?)، ومن جهوده، غير المباشرة في دعوة النصارى تحقيقه للوحدة بين المسلمين في الموصل والشام ومصر مما كان له أثره الكبير في نجاح عملية الجهاد (?)، يضاف إلى ذلك اهتمامه بالعلم والعلماء، حيث بنى المدارس في حلب وحماة ودمشق، وشيد دار الحديث في دمشقن ولا يخفى أثر ذلك في نشر العلم وتثقيف المسلمين مما ساعد على مواجهة شبه النصارى بل ودعوتهم وهكذا كان نور الدين عزاً للمسلمين في الشام ومصر بعد ضعف وظهور النصارى، وكانت جهوده في مواجهة النصارى ودعوتهم الأساس لنجاح جهود من بعده من الولاة والقادة، كصلاح الدين والظاهر بيبرس وغيرهما (?).