وأحمقهم كبارا» «1» . وقيل إن مصر لم يجعل الله فى أرزاق أهلها ولا فى أقواتهم نصيبا مما قسم على عباده: من الرحمة بالغيث الذي جعله الله عمارة البلاد.
يقال والله أعلم إن أول من ملك مصر عند قسمة الأرض بين ولد آدم، زمن أنوش، بوصية آدم عليه السلام، ملك يقال له نقراوش بن أضرم. وهو أول من اتخذ المصانع، وعمل الطلسمات وأقام الأساطين، وزبر عليها التواريخ، وبنى المدن «ا» . وهو الذي حفر النيل وعمقه ووسعه؛ وكان قبل ذلك ينقطع ويستنقع.
وعمل للتماسيح على شاطىء النيل فى آخر بلاد النوبه مبنيين، وزبر عليهما أحرفا منعت التماسيح أن تنحدر فى النيل. وكانت كتابتهم بالقلم الخلقطير وهو قلم آدم عليه السلام. وكان عالما كاهنا وكان له رأى من الجن؛ ويقال وقع إليه بعض العلوم التى كان رزآبيل الملك علمها آدم عم، فعمل بها عجائب: منها صورة طائر على اسطوانة عالية يصفر فى كل يوم مرتين، عند طلوع الشمس، وعند غروبها، تصفيرا مختلفا يستدل به على ما يكون من الحوادث. وعمل فى مدينة برسان، وهى التى بناها لابنه مصرام، قبة ذهب على منار عال، لا تزال على تلك القبة سحب تمنعها من الشمس. وعمل على باب المدينة أصناما موجهة إلى نواح مختلفة، إذا قصد أرضهم قاصد بسوء أرسلت عليه نارا فأحرقته. فكان ملكه 230 سنة.
فلما مات جزع عليه قومه أشد جزع، فقاموا يطوفون به على أعناقهم 30 سنة «2» .