عليه فألقيه فى اليم» «1» ؛ والعرب تسميه بحرا. وليس فى الدنيا نهر يفيض على الأرض ويزرع عليه ويغنى عن المطر غير النيل. وقيل إن بلاد مصر 3 أشهر درة بيضاء، و 3 أشهر مسكة سوداء، و 3 أشهر زمردة خضراء، و 3 أشهر سبيكة حمراء. وتفسير ذلك أن النيل إذا استوى، طما جميع أرض مصر فتبقى قراها وضياعها فى رواب وتلال كأنها الكواكب، ويتصرف الناس بينها فى الزوارق فتكون الأرض كدرة بيضاء. ويمكث عليها الماء 3 أشهر، فإذا قبض عنها الماء أخذ الحراثون فى بذر الزرع، فتمكث الأرض سوداء إلى أن ينبت الزرع وتظهر خضرته 3 أشهر، فكأن الأرض مسكة سوداء، وأيضا فإنها تفوح منها رائحة طيبة عطرة. فإذا كبر الزرع وظهرت خضرته، كانت الأرض كأنها زبرجدة خضراء. وبقيت كذلك 3 أشهر، إلى أن يصفر الزرع وييبس ويتناهى، كانت الأرض عند ذلك كأنها سبيكة ذهب حمراء، وبقيت كذلك 3 أشهر حتى يتم الحصاد «2» .
وذكر أن مصر فى كتب الأوائل مصوّرة وسائر البلاد مادة اليها أيديها تستطعمها «3» ، ومعنى «ا» ذلك أنها أكثر بلاد الله زروعا. وذكر أن هارون الرشيد صورت له مدائن مصر ومدائن الدنيا «ا» فما استحسن منها غير عمل مدينة أسيوط؛ وهى بسيط واحد لو قطرت فيه قطرة فاضت على جميع نواحيه، يبذر فيها جميع «ب» الحبوب، فإذا اخضر فلا يكون على الأرض بساط أعجب