3 مراحل من غانة، وهى على النيل وهى آخر عمل غانة إلى الجنوب. ثم يصب النيل فى مدينة بوغرات «1» : يسكنها قبيلة من صنهاجة يعرفون بمراسة.
أخبر الفقيه عبد الملك أنه رأى فى بوغرات طائرا يشبه الخطاف يفهم من صوته قتل الحسين، يكون ذلك مرارا ويقول بكربلاء مرة واحدة؛ قال الفقيه سمعته وأنا ومن حضر من المسلمين معى. ثم من بوغرات إلى تيرقى المتقدم الذكر ثم إلى تادمكة. وإن أردت الطريق من تادمكة إلى القيروان فإنك تتوجه إلى ناحية الشمال، وتسير فى صحراء نحو 50 يوما إلى بلد وارجلان «2» فى طرف الصحراء مما يلى إفريقية: وهو بلد خصيب كثير النخل والبساتين، وفيه سبع مدن مسورة حصينة تقرب بعضها من بعض، أكبرها تسمى أغرم إن يكامن «ا» معناه بلاد الشهود، وفيه حصن العهود. وهى بلاد كثيرة الزرع والضرع والبساتين، كثيرة المياه، ولها أعجوبة ليست فى موضع من الأرض: يحفر الرجل بئرا يقوّم حفره ب 100 دينار وأزيد فإن أرضهم صلبة، والماء بعيد يدرك على أزيد من 60 قامة، فيجد على الماء طبقا من حجر صلد، فيستبشر عند وجوده، ويطعم أولياءه فرحا. ويدخل إليه من يعرف كيف ينقره مربوطا فى حبال وثيقة وينقره فيفور الماء فإن أبطأ الرجال فى رفعه حتى لا يدركه الماء هلك لحينه، ويبقى الماء يفور على مر الدهور، وهكذا هى جميع آبارهم؛ وهم يسقون جناتهم وزرعوهم ونخلهم. وتضرب ببلد وارجلان دنانير على نوع المرابطية، لكنها نازلة فيها تحميل كثير، والدنانير الورجلانية مشهورة «3» . ومن ورجلان إلى بلد الجريد نحو 14 يوما، ومن بلاد الجريد إلى القيروان 7 أيام؛ وأهل القيروان بربر، وفيهم جمال كثير، ولا سيما نساؤهم، موصوفات بالحسن. ومن بلاد وارجلان إلى غدامس نحو 20 يوما فى صحراء قليلة الماء؛ وفى هذه الصحراء معدن حجارة تشبه العقيق، وربما كان فى الحجر الواحد منها ألوانا من الحمرة والصفرة والبياض، وهذا