وبالقرب من أيجلى على نحو 6 مراحل مدينة تا مدلت «1» ، وهى مدينة كبيرة أسسها عبد الله «ا» بن إدريس العلوى وتوفى بايجلى وبها قبره. وتا مدلت مدينة سهلية كثيرة العمارة حافلة الأسواق، على نهر عنصره من جبل على نحو 10 أميال منها، وما بينهما عمائر وبساتين متصلة، وهذا النهر هو نهر درعة، وهذه المدينة تامدلت على رأس النهر، وبينها وبين مدينة درعة مسيرة 6 أيام فى عمارة متصلة. ومن بلاد السوس مدينة نول لمطة «ب» «2» ، وهى مدينة كبيرة فى أول الصحراء على نهر كبير يصب فى البحر المحيط، ومن مدينة نول إلى وادى درعة نحو 3 مراحل. وإنما سميت نول لمطة لأن قبيلة لمطة «ج» يسكنونها وما وراءها وهى آخر بلاد السوس؛ ومن أراد الدخول من وادى درعة إلى بلاد السودان، غانة وغيرها، فليمشى من وادى درعة نحو 5 مراحل إلى وادى ترجا «ج» وهو فى أول الصحراء، ثم يسير فى جبال وعرة فى طريق قد فتحت فى حجر صلد بالنار والخل من عمل الأول. ويزعم قوم أن ملوك بنى أمية فتحوها، وهذه الطريق من أحد أعاجيب العالم «3» . ومنها إلى جبل يسمى بالبربرية جبل الحديد، ومن هذا الجبل يدخل إلى بلاد لمتونة وهم من صنهاجة؛ وأكثر لمتونة إنما هم رحالة لا يستقر بهم موضع ولا يعرفون الحرث ولا الزرع ولا الخبز، وإنما لهم الأغنام الكثيرة فيعيشون من لبنها ولحمها، فهم يجففون اللحم ويطحنونه ويصبون عليه الشحم المذاب والسمن ويأكلونه ويشربون عليه اللبن قد غنوا به عن الماء، فيبقى الرجل منهم الشهر لا يشرب ولا يأكل خبزا ولا يعرفونه وصحتهم من ذلك متمكنة «4» ، ربما مرت بهم القوافل فيتحفون ملوكهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015