ذكر المؤرخون أنه كان يعمل أكواما «ا» من رؤوس المسلمين رعية الشيعى ويأمر المؤذنين (بالآذان) عليها. وأخذ لشيخ من المسيلة 50 ألف مثقال وابنتين أبكارا فشغل الشيخ هم بنتيه عن ماله، فجعل يطلبهما فى المحلة حتى وجدهما عند باب خباء الشيخ الملعون- وكان يركب الحمار وتسمى بشيخ المؤمنين- فانكب على بنتيه وسألهما فقالتا له يا أبانا إن الملعون افتضنا فى فراش واحد، فمشى الرجل إليه وقال له: تتسمى بشيخ المؤمنين وأخذت مالى وافتضضت بنتى، أختين شقيقتين على فراشك دون استحياء من الله تعالى؟ فقال له: ذلك حلال لنا بملك اليمين وأمر بالرجل فضربت عنقه رحمة الله علينا وعليه. وقد كان هزم أبا القاسم الشيعى وهرب أمامه للمهدية فوصل أبو زيد فى أتباعه حتى ركز «ب» رمحه فى الباب، فأعلم أبو القاسم فقال لهم: والله لا عاد إليها أبدا وهو حتفه هكذا فى كتبنا. وأمر بالركوب والخروج إليه وأعطى الجند العطاء الجزيل؛ فلما خرجوا أراد أبو زيد أن يقتل من كان معه من حشد الرعية ليتفرغ لإفشاء كفره، فقال: لأصحابه انكشفوا عنهم فيقتلوا عن آخرهم. وأثخن أبو زيد بالجراح وقبض عليه حيا فأدخله المهدية فى قفص حديد وصلبه على الباب الذي طعن فيه برمحه، ودانت لأبى القاسم الشيعى بلاد المغرب كلها من إفريقية إلى درعة.
مدينة درعة «1» : وإنما تعرف درعة بواديها فإنه نهر كبير يجرى من المشرق إلى المغرب ومنبعه من جبل درن، وعليه عمارة متصلة نحو 7 أيام وفيها أسواق حفيلة كثيرة. فيها يوم الجمعة أسواق «ج» فى مواضع كثيرة متقاربة وربما كان سوقان فى يوم واحد فى المواضع النائية وكذلك فى سائر البلاد، وعليه الجنات الكبيرة فيها جميع الفواكه من النخل والزيتون وغيرها. والحناء بدرعة كثيرة ومنها تجلب إلى جميع البلاد لطيبها، وله مزية فى البيع على سواها. وشجر الحناء