مقدمة
لسنا أول من يعنى بكتاب الاستبصار. فمنذ حوالى قرن نشر ألفرد فون كرمر الجزء الخاص منه بالمغرب نقلا عن مخطوط كان فى حوزته «1» . ولكن هذه النشرة غير كاملة: إذ تنقصها الفصول الخاصة ببلاد غمارة، واستقرار الأدارسة بالمغرب، وزندقة برغواطة، ومدينة ببلاد غمارة. واستقرار الأدراسة بالمغرب، وزندقة برغواطة، ومدينة سجلماسة، وبداية العبيديين الفواطم، ومدن درعة وأغمات ونفيس وتنملل ومرّاكش، وكذلك الفصول الخاصة ببلاد السوس المتاخمة للسودان (دون ذكر بلاد السودان نفسها) . وإلى جانب ذلك فإن نشرة فون كرمر تحتوى هنا وهناك على بعض النقص مما كبر حجمه أو صغر.
وبعد ذلك بحوالى خمسين عاما نشرا. فانيان ترجمة فرنسية كاملة لهذا الجزء نفسه مصحوبة بهوامش وتعليقات، واستخدم طبعة فون كرمر، ومخطوطى الجزائر، ومخطوط باريز «2» . ومع أن فانيان عمل فى ترجمته على تكملة نشرة فون كرمر وسد الثغرات التى كانت بها إلا أن ما قام به لا يغنى عن النص العربى، ولا يرضي حاجة المشتغلين بالدراسات العربية.
هذا إلى جانب أن الجزء الذي بقي من الكتاب دون نشر كبير ومهم، يبلغ حوالى نصف النص العربى الكامل. وهو ينقسم على قسمين: الأول ويبلغ الثلث خاص بالأماكن المقدسة فى مكة والمدينة؛ والثانى خاص بمصر وعجائبها.
وهكذا تحدد عملنا- الذي يهدف إلى إكمال ما قام به كرمر وفانيان- فى نشر النص الكامل لكتاب الاستبصار، ثم ترجمة الجزء الخاص بالأماكن المقدسة ومصر إلى الفرنسية.