حسب ما جلبه «ا» الأوائل فى قرية قرطاجنة وغيرها. وشرع العمل فعرضت أمور أوجبت التربص إلى حين يأذن الله تعالى بذلك، والرجاء الآن مؤمل ونحن فى سنة 87 [5] [- 1191] . وعلى قرية بليونش المذكورة جبل عظيم فيه القردة، عبر من تحته موسى بن نصير إلى ساحل طريفة فسمى به وهو الصحيح. وكان عليه حصن هدمه مصمودة المجاورون له، ثم بناه الناصر عبد الرحمن المروانى، فهدموه ثانية. وتحته أرض خصيبة فيها مياه عذبة، ومنه إلى مرسى باب اليم «ب» ، وعليه قرية تعرف بقصر مصمودة، ولها نهر يصب فى البحر عذب؛ ومنه يقرب الجواز إلى جزيرة طريفة 18 ميلا.
مدينة طنجة «1» : هى مدينة كبيرة أزلية، فيها آثار كثيرة للأول وقصور وأقباء وغيرها. وكان فيها ماء مجلوب فى قناة كبيرة، وبخارجها ماء طيب «ج» يسمونه برقال حمل «د» شناعة الحمق فهم يعيرون بشربه؛ فيقال لمن تهافت منهم: «شربت ماء بر قال لا جناح عليك» ؛ وفيه يقول الشاعر:
بطنجة عين ماء وسط رمل ... لذيذ ماؤه كالسلسبيل
خفيف وزنه عذب ولكن ... يطير بشاربه «ر» ألف ميل
وكان فيها رخام وصخر منجور جليل؛ منها كانت القنطرة على بحر الزقاق إلى ساحل أندلس التى لم يكن فى العالم مثلها. وكانت تمر عليها القوافل والعساكر من ساحل طنجة إلى ساحل الأندلس؛ فلما كان قبل فتح المسلمين جزيرة الأندلس بنحو 200 سنة، طغى ماء البحر وخرج من البحر المحيط إلى بحر الزقاق، فغرق هذه القنطرة وغيرها من المواضع المجاورة لها. ويذكر أن طولها كان 12 ميلا، وسعة المجاز اليوم فى موضعها 30 ميلا ونحوها. وتبدو هذه