زحف إليهم قبائل كثيرة من البربر يطلبون ثأرا بينهم وبين بنى مسكين فأبى من كان فيها من الأندلسيين، وكان عندهم جماعة منهم، فنصبوا عليهم الحرب.
فلما ضيقوا عليهم هربوا بنى مسكين فى الليل؛ وتغلب البربر المحاصرون لها عليها وأخرجوا من كان فيها، وأضرموا نارا فخربت وهران عند ذلك، وبقيت سنين خربة؛ ثم تراجع الناس إليها وبنوا فعادت أحسن مما كانت. وهى مدينة كثيرة البساتين والثمار، ولها ماء سائح وأنهار كثيرة وأرحاء وعيون، وهى من أعز البلاد. ولها نظر كبير فيه قرية كبيرة فيها آثار قديمة؛ وأهلها موصوفون بعظم الخلق وكمال القامة والإباء «ا» والشدة.
قال أبو عبيد البكري: أخبرنى غير واحد ممن دخل هذه القرية ورأى أهلها أن الرجل الكامل من غيرهم يكون إلى منكب الرجل منهم. وأنه كان.
رجل منهم أراد أن يقيم بيتا، فاقتطع ألف كلخة وحملها على ظهره وسوى منها بيتا كبيرا وسكنه. ولوهران مرسى كبير، مشتى للسفن، يكن من الريح لأنه فى حوز «ب» جبل مطل على وهران مرتفع.
مدينة أرشجول «ج» «1» : مدينة قديمة أزلية فيها آثار كثيرة؛ وهى على نهر تأفنى «د» وهو نهر كبير تدخل فيه السفن. والمدينة قريبة من البحر تصل إليها المراكب اللطاف. وهى ساحل تلمسان، بينها وبين تلمسان فحص زيدور لحرث القمح «ر» وهو مبارك مشهور البركة.
مدينة أسلى «2» : وهى بشرقى أرشجول بمقربة منها؛ وكانت مدينة قديمة عليها سور من صخر؛ وكانت حصينة، ولها نهر يسقى بساتينها وثمارها.