وبخارج مدينة القيروان 15 ما جلا للماء، هى سقايات لأهل القيروان، منها ما بنى فى أيام هشام بن عبد الملك بن مروان وفى أيام غيره من الخلفاء؛ وأعظمها شأنا وأفخمها منصبا، الماجل الذي بناه أحمد بن الأغلب بباب تونس من القيروان، وهو متناهى الكبر «ا» وفى وسطه صومعة مثمنة، وفى أعلاها قبة مفتحة على أبواب، فإذا وقف الرامى على ضفته، ورمى بأشد ما يكون من القسى لا يدرك الصومعة «ب» التى فى وسطه. وكان على ذلك الماجل قصر عظيم فيه من البناء العجيب والغرف المشرفة على ذلك الماجل كل شئ غريب؛ ويمر فى هذا الماجل «ج» ماجل لطيف متصل به، يقع فيه ماء الوادى إذا جرى، فتنكسر فيه حدة جريانه «د» ، ثم يدخل الماجل الكبير. وهذا الوادى الذي يدخل الماجل إنما واد شتوى «ر» يجرى فى أيام الشتاء، فإذا امتلأ هذا الماجل وغيره من المواجل، شرب منه أهل القيروان ومواشيهم. ويرفع ماء هذا الماجل إلى أيام الصيف، فيكون ماؤه باردا عذبا صافيا لكثرة الماء فيه. وكان عبيد الله «س» الشيعى يقول، رأيت بإفريقية شيئين ما رأيت مثلهما بالمشرق: الحفير الذي بباب تونس من القيروان، يعنى هذا الماجل الكبير، والقصر الذي برقادة المعروف بقصر البحر «1» ، والله سبحانه وتعالى أعلم، وهو الموفق للصواب بمنه «ص» .

مدينة صبرة «ط» «2» : وهى متصلة بمدينة القيروان، وهى مدينة كبيرة بناها إسماعيل وسماها المنصورة، وكانت لها جبايا كثيرة «ع» ، يقال إنه كان يدخل أحد أبوابها كل يوم 26 ألف درهم؛ والله أعلم بالصواب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015