إذا توانت وقصّرت.

فإذا أحسنت أراحها، وأجمّها، وأرسلها على سجيتها بعض الوقت في المباح.

وإذا أساءت وقصّرت أخذها بالحزم والجد، وحرمها من بعض ما تريد.

على أنه لا يحسن المبالغة في محاسبة النفس; لأن ذلك قد يؤدي إلى انقباضها وانكماشها.

قال ابن المقفّع: ليحسن تعاهدك نفسك بما تكون به للخير أهلا، فإنك إن فعلت ذلك أتاك الخير يطلبك كما يطلب الماء السيل إلى الحدورة.

5- التفكر في الآثار المترتبة على حسن الخلق: فإن معرفة ثمرات الأشياء، واستحضار حسن عواقبها- من أكبر الدواعي إلى فعلها، وتمثلها، والسعي إليها.

فكلما تصعّبت النفس فذكّرها تلك الآثار، وما تجني بالصبر من جميل الثمار; فإنها حينئذ تلين، وتنقاد طائعة منشرحة; فإن المرء إذا رغب في مكارم الأخلاق، وأدرك أنها من أولى ما اكتسبته النفوس، وأجل غنيمة غنمها الموفقون- سهل عليه نيلها واكتسابها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015