عال الرجل يعول إذا كثر عياله، وقول بعضهم: إنّ هذا لا يصح وإنّ المسموع أعال الرجل بصيغة الرباعي على وزن أفعل، فهو معيل إذا كثر عياله فلا وجه له؛ لأنّ الشافعي من أدرى الناس باللغة العربية؛ ولأنّ عال بمعنى كثر عياله لغة حمير، ومنه قول الشاعر:
وأن الموت يأخذ كل حي ... ... ... بلا شك وإن أمشى وعالا
يعني: وإن كثرت ماشيته وعياله، وقرأ الآية طلحة بن مصرف {ألا تعيلوا} بضم التاء من أعال إذا كثر عياله على اللغة المشهورة.] (?)
قال العلامة الشنقيطي - رحمه الله - وهو يتكلم عن سبب تسمية سيدنا عيسى - عليه السلام - روحاً: [وقيل سمي روحاً بسبب نفخة سيدنا جبريل - عليه السلام - المذكورة في سورة الأنبياء، والتحريم، والعرب تسمي النفخ روحاً؛ لأنه ريح تخرج من الروح، ومنه قول ذي الرمة:
فَقُلتُ لَهُ اِرفَعها إِلَيكَ وَأَحيِها ... ... بِروحِكَ وَاِقتَتهُ لَها قيتَة قَدرا] (?).
[الخفض بالمجاورة أسلوب من أساليب اللغة العربية، وأنه جاء في القرآن لأنه بلسان عربي مبين.
فمنه في النعت قول امرئ القيس:
كأن ثبيرا في عرانين ودقه ... ... ... كبير أناس في بجاد مزمل
بخفض «مزمل» بالمجاورة، مع أنه نعت «كبير» المرفوع بأنه خبر «كأن» وقول ذي الرمة:
تريك سنة وجه غير مقرفة ... ... ... ملساء ليس بها خال ولا ندب
إذ الرواية بخفض «غير»، كما قاله غير واحد للمجاورة، مع أنه نعت «سنة» المنصوب بالمفعولية.