والنصارى يستحقون النار إذا لم يؤمنوا به وهم أهل دين سماوي في الأصل فمن باب أولى غيرهم.
وهل مجرد السماع بمحمد صلى الله عليه وسلم يوجب على من سمع به أن يبحث ثم يؤمن أو أنه السماع الذي تقوم به الحجة كأن يسمع من مسلم مباشرة أو بالواسطة؟
قولان للعلماء:
فالغزالي يرى أن بلوغ الدعوة الذي تقوم به الحجة هو ما كان عن طريق مسلم بشكل مباشر كالكلام المباشر، أو بشكل غير مباشر كالكتاب والخطاب، وفي عصرنا تكاد الحجة أن تكون قد قامت على كل إنسان، فما من إنسان إلا وقد سمع عن الإسلام ورسوله بواسطة المذياع أو التلفاز أو المجلة أو المحاضرات أو الدعوة المباشرة أو الخلطة لمسلم.
وكان شيخنا الحامد (رحمه الله) يرى أالحجة في عصرنا قد قامت على كل إنسان بما شاع واستفاض عن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم مما يوجب على الإنسان البحث والسؤال، فإذا لم يفعل فهو المقصر.
وهل هناك مخففات في حق بعض الناس؟ وهل هذه المخففات تعفي من العقاب والحساب فتسقط التكليف أو أنها تقتضي تكليفاً آخر يوم القيامة؟ إن الحديث اللاحق يجيب على هذا:
109 - * روى أحمد عن الأسود بن سريع، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترةٍ: فأما الأصم فيقول لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق: فيقول