لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به. فقال: "الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة".
وفي روايةٍ (?) قال أبو زميل: قلت لابن عباس: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله لا أتكلم به. فقال لي: شيء من شك؟ وضحك، ثم قال: ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل الله: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} (?) ثم قال: إذا وجدت شيئًا من ذلك في نفسك، فقل: هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيءٍ عليم.
316 - * روى مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كنت في المسجد، فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة، دخلنا جميعًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، فدخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنها، فسقط في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني، ضرب في صدري، ففضت عرقًا، وكأنما انظر إلى الله عز وجل فرقًا، فقال لي: "يا أبي، أرسل إلي، أن اقرأ القرآن على حرفٍ فرددت إليه: أن ون على أمتي، فرد إلي الثانية: أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه: أن هون على أمتي، فرد إلي الثالثة: أن اقرأه على سبعة أحرفٍ، ولك بكل ردةٍ رددتكها مسألة تسألينها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي وأخرت الثالثة ليومٍ يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم".