التي تحتاجها إقامة الحجة على صحة الشرع فإنه يأتي البيوت من غير أبوابها، نعم فقد يخرق الله الحكم العادي بمعجزة أو كرامة لتقوم الحجة على الخلق أو ليزداد أهل الإيمان إيمانًا.
وهناك حالة من خرق العوائد تأتي استدراجًا لأصحابها كما يظهر على يد المسيح الدجال وذلا لا يكون إلا إذا كانت حجة الله على أصحاب ذلك قائمة بأنهم كاذبون في دعواهم.
إن معرفة هذه القضايا تأتي بالدرجة العليا من الأهمية في قسم العقائد ولذلك أحببنا الإشارة إليها هنا مؤكدين ما مر معنا من قبل، وبمناسبة أننا ضممنا هذا الباب كلاما عن المشوشات على المعجزات والكرامات والمعونات.
إن في المعجزات والكرامات حجة لله على خلقه، ويشوش على ذلك في حق بعض الناس الخوارق التي هي من باب الاستدراج كما يظهر على يد المسيح الدجال، وإنما جعل الله عز وجل هذا النوع من الخوارق ليبقى للعقل وللشرع دوره في الإثبات والنفي. فالاستقامة على الشرع شرط وجود الكرامة وإلا فهي استدراج، وموافقة الدعوى للحكم العقلي شرط وجود الخارقة التي هي حجة لصاحبها، فعندما يدعى المسيح الدجال الألوهية وهو أعور، وهو جسد فدعواه تنقضها العقول، فالعقول تثبت أن الله صفات الكمال وأنه تنزه عن صفات الحوادث.
ومن ههنا إن هذا النوع من الخوارق تشويشًا على المعجزة والكرامة في حق الجاهلية والسفهاء، وهناك مشوشات أخرى على المعجزات والكرامات:
فهناك الكهانة والتنجيم اللذان يشوشان على النبوءة والكشف، واللذان هما أثر عن إيحاء الشياطين وإنما يعرف أصحاب ذلك من الكذب وعدم الاستقامة.
ومن المشوشات على المعجزة والكرامة السحر، وهناك فارق بين السحر والخارق: أن السحر يجري على مقتضى عالم الأسباب، بينما المعجزة والكرامة خرق لعالم الأسباب.
ومن ههنا أدخلنا في هذا الباب فصولًا حول هذه المشوشات:
وقد وقع أهل الجاهلية في إسفافات خطيرة من جملتها قضية تحكيم الأزلام والطيرة التي تعني في النهاية تحكيم الجماد والطير في قرار الإنسان، وقد أبدلنا الله بهما الاستخارة فلا