ذكرنا في قسم السيرة النبوية الكثير من معجزاته عليه الصلاة والسلام، وندر أن يمر معنا قسم إلا وفيه من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام، وأثناء تفسيرنا للقرآن مرت معنا معجزات كثيرة، والمعجزة القرآنية هي أعظم المعجزات على الإطلاق في كل العصور لظهورها وديمومتها، وظهور المعجزة على يد الرسول علامة الرسالة.
ولقد كان من سنة الله عز وجل ليتأصل الإيمان ويتعمق ولتبقى حجج الله على خلقه متوالية أن جعل الكرامات على يد أوليائه استمرارًا للمعجزات وتثبيتًا لأهل الإيمان.
ومع الكرامات نجد المعونات والتأييدات والتوفيقات التي يكرم الله عز وجل بها عباده المؤمنين على مقتضى الأسباب ولكن بما يظهر معه توفيق الله للمؤمنين أو بركته.
ومن المكرمات أو المعونات استجابة الدعاء، وإنما جعل جل جلاله المعجزات بالقدر الذي تقوم به الحجة حتى لا تصبح عادة فتضعف بذلك حجيتها، ومن ناحية أخرى فإن الذين يكذبون بالآيات بعد ظهورها يستحقون العذاب:
قال الله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} (?).
ولقد جعل الله عز وجل ظواهر الكون ومظاهره بحيث يعرف بها الله عز وجل، وجعل عز وجل في المعجزات والكرامات والمعونات مزيدًا من الحجج وعلامة على قدرته، جل جلاله، ومن خلال ذلك يعرف المكلف ربه عز وجل ويعرف رسل ربه وأولياءه، ويقتضي ذلك منه إيمانًا والتزامًا بوحي الله عز وجل، وإجلالًا لله ولرسله وأوليائه.
وهذا هو دين الله الإسلام، الذي هو معرفة الله ورسوله والتصديق بقول الله ورسوله، والالتزام بأمر الله ورسوله، وإذا كان الكون وقوانينه وما فيه من روائع وخدمات مسخرًا للإنسان: