بشفاعة جديدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ليتذكر المرور على الصراط، ويتذكر أن على الصراط قناطر، فيتذكر هول المرور وهول المقاصة، ثم ليتذكر أنه حتى إذا تجاوز الصراط فإنه لا دخول إلى الجنة إلا بعد أن يتطهر من أمراضه القلبية كلها، ليكون مؤهلا لهيئة أهل الجنة في طولهم وحسنهم وعرضهم، ثم ليتذكر أنه لا دخول إلى الجنة إلا بشفاعة جديدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعرف لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم بعض قدره، ثم ليتذكر الجنة وما أعده الله فيها، وليذكر تفاوت الناس في منازلهم فيطلب ويعمل ليكون من أهل عليين وليتذكر النار وأهلها الباقين فيها، وأهلها الذين يخرجون بشفاعات الشافعين، فينوى ويعمل ويدعو ويبكي من أجل أن يكون من الشافعين، وهكذا فلتكن لك يا أخي المسلم جولات من التأملات اليومية فيما سيكون، فهذا باب كثرت عنه الغفلة، فقل داخلوه وهو الذي لو عقل الناس ما نسوه طرفة عين، ومع هذا كله فإنه مما ينبغي أن يكون له من يومك نصيب تلاوة القرآن الكريم والتأمل في كل آية، فإن فيه علم الأولين والآخرين، وتأمل الآيات التي تتحدث عن اليوم الآخر وتدبرها وأعطها حقها من الرهبة والرغبة، فتلك من سنن المرسلين عليهم الصلاة والسلام، ثم ليكن لك نظرك في السنة النبوية وما فيها من تذكير بما يستقبل الإنسان، فإن استطعت أن تبكي فتلك علامة على سلامة القلب وعلى تشربه العلم والحكمة، ولينبثق عن ذلك كله قيام بحق الله ابتداء بكثرة العبادة والذكر، وتوسطًا بالقيام بحقوق الله، وحقوق العباد في المعاملة وانتهاء بتعلق القلب بالله وبيعًا للنفس في مرضاته.
ولننتقل الآن إلى الباب الثالث من قسم العقائد وهو تحت عنوان: (مباحث عقدية).