عن هذا الموضوع وأن نفوض الأمر فيه لله عز وجل لأن في السكوت عنه مدعاة لبذل الجهد في الدعوة للصغار وتربيتهم.
وفي شأن الصغار ورد عدد من الآثار يلحظ في بعضها ما ذكرناه. وهذه بعض النصوص في ذلك:
114 - * روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت: توفي صبي، فقلت: طوبي له، عصفور من عصافير الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولا تدرين أن الله خلق الجنة، وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلا".
وفي رواية: قالت: دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار، فقلت: يا رسول الله، طوبي لهذا، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل السوء، ولم يدركه، فقال: "أو غير ذلك يا عائشة، إن الله خلق للجنة أهلاً، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم".
وأخرج أبو داود والنسائي الثانية، وقالا فيه: طوبي لهذا، لم يعلم سوءاً ولم يدر به (?).
هذا نموذج على ما أدبنا به الشارع في التفويض في أمر الذين يموتون وهم صغار للحكم التي ذكرناها مع أن القواعد تفيد أنهم ناجون ويشهد لذلك الحديث اللاحق:
115 - * روى البزار عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم عمن في الجنة؟ فقال: "النبي في الجنة والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة والمؤودة في الجنة".