5156 - * روى البخاري عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدرٍ، فكأن بعضهم ُجد في نفسه، فقال: لمَ يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتمْ، فدعاني ذات يومٍ فأدخلني معهم، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}؟.
فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وذلك علامة أجلك فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} فقال عمر رضي الله عنه ما أعلمُ منها إلا ما تقولُ.
5157 - * روى الشيخان عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلا يقول فيها: سبحانك ربنا ونحمدُك، اللهم اغفر لي".
وفي رواية الصحيحين عنها (?) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثرُ أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا بحمدك، اللهم اغفر لي" يتأول القرآن (سبحانك وبحمدك، استغفركُ وأتوب إليك)، قالت عائشة: قلت: يارسول الله!! ما هذه الكلمات التي أراك أحدثتها تقولها قال: "جُعلت لي علامةٌ في أمتي، إذا رأيتها قلتها {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلى آخر السورة".