الرُّكَب، فقالوا أي رسول الله!! كلفنا من الأعمال ما نُطيقُ: الصلاة والجهاد والصيام والصدقة، وقد أنزلت عليك ههذ الآية ولا نطيقها، قال رسول الله صلى الله علي هسلم: تريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا غُفرانك ربنا وإليك المصير، فلما اقترأها القوم وذلتْ بها ألسنتم، أنزل الله تعالى في إثرها {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى، فأنزل الله عز وجل {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا (قال نعم) رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ (قال نعم) وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (قال نعم) ".

قال الله تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} (?).

قال ابن عباس والمحققون معناه: أو لم نعمركم ستين سنة؟ ويؤيده الحديث الي سنذكره إن شاء الله تعالى، وقيل: معناه ثماني عشرة سنة، وقيل: أربعين سنةً، قاله الحسن والكلبي ومسروق ونُقل عن ابن عباس أيضاً، ونقلوا أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة، وقيل هو البلوغ.

وقوله تعالى: {وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} قال ابن عباس والجمهور: هو النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: الشيبُ، قاله عكرمة وابن عيينة وغيرهما، والله أعلم.

5155 - * روى البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعذر الله إلى امريءٍ أخر أجله حتى الستين سنة".

قال العلماء معناه: لم يترُكْ له عذراً إذا أمهله هذه المدة، يقال: أعذر الرجل إذا بلغ الغاية في العذر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015