يُقضى أمدها أو ينبذ إليهم على سواء. فرجع معاويةُ".
5012 - * روى أبو داود عن أبي رافع "بعثني قريشٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأيته ألقي في قلبي الإسلام فقلت يا رسول الله لا أرجع إليهم أبداً فقال: "إني لا أخيسُ بالعهد ولا أحبس البُرد ولكن أرجع فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن فارجعْ" فذهبت ثم أتيته صلى الله عليه وسلم فأسلمتُ".
وقال أبو داود: هذا كان في ذلك الزمان فأما اليوم لا يصلح.
أقول: قال العلماء: إنما كان ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان على استيقان عودته مسلماً وكان في توفيقه مفاسد لا تخفى، حيث كان سبب لاشتهار أن النبي صلى الله عليه وسلم يحبس الرسل، وإن لم يكن الحبس منه، ولا يجوز ذلك في من بعده صلى الله عليه وسلم، وذهب بعضهم إلى أن ذلك كان في زمن الحديبية حيث شرطوا أو يرد من جاء مسلماً، لكن يرد هذا الفهم أن أبا رافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسلم قبل بدر وشهد أحداً، (انظر بذل المجهود: 12/ 380)، (وتهذيب التهذيب: 12/ 92).
وقد مر قول أبي داود (هذا كان في ذلك الزمان) فحمله صاحب عون المعبود على قوله (إنه كان قبطياً) فقال: لا يصلح: أي لا يصلح أن ينسب إلى الرق أو القبط تعظيماً لشأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
أقول: ولا أرى ذلك ينسجم مع سياق النص، وقد نسبه العلماء في كتب التراجم إلى القبطية من باب التعريف به والتمييز له عن غيره.
ويستفاد من النص أنه يمكن للإمام أن يرد رسول العدو إذا أراد الرسول الإسلام ليحقق مصلحة راجحة للمسلمين، ما لم يخش على الرسول الفتنة. والله أعلم.
5013 - * روى الحاكم عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه سولم قال: "يجير على أمتي أدناهم" (1).