للهدْي شأن كبير في الحج، فإذا كان للأضحية شأنها، فشأن الهدي أكبر، ومن قرأ القرآن وفهم معناه وقرأ نصوص السنة أدرك ما للهدي من شأن كبير في الحج.
والهدي: يطلق على ما يذبحه الحاج أو المعتمر سواء لقرانه أو تمتعه أو بسبب حصره أو بسبب جنايته على الحج أو العمرة أو كان تطوعاً، فقد سمى الله كل ذلك هدياً، قال تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} (?) وقال تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ} (?) وقال تعالى: {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} (?) وقال تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} (?).
والتعبد بإراقة دم الأنعام شريعة دائمة، فهي من أعظم الشعائر التعبدية وبقدر ما يعتني الإنسان بها يكون له أجره، فذلك من تعظيم شعائر الله {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (?).
والهدي في اللغة: اسم لما يُهدى، وفي الشرع: هو ما يهدى إلى الحرم من الأنعام. وسوقُ الهدي سنة لمن أراد أن يحرم بحج أو عمرة، والهدي: بدنة أو بقرة أو شاة، وقد يطلق الدم أو النسك على الهدي، والمراد بالنسك أو الدم هو الذبيحة وهي الشاة لإجماع المسلمين على أن الشاة مجزية في الفدية عن حلق الشعر أو قلم الظفر ونحو ذلك، والمجزيء من الهدي بالاتفاق: ما يجزيء في الأضحية، وهو الثني فصاعداً (أي ما تم له سنة من الغنم وما تم له سنتان من البقر وما تم له خمس سنين من الإبل) ولا يجزيء في الهدي مقطوع الأذن أو أكثرها، ولا مقطوع الذنب، ولا اليد ولا الرجل ولا الذاهبة العين، ولا العجفاء ولا العرجاء، والذكر والأنثى في الهدي سواء.
والهدي نوعان: واجب وتطوع، أما هدي التطوع: فهو ما يقدمه الإنسان قربة إلى الله تعالى بدون إيجاب سابق، والأفضل عند الجمهور سوق الهدي من بلده، فإن لم يكن،