- في الجمع بين الصلاتين والتهجير بها في عرفة:

4486 - * روى البخاري عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهم) قال: كتب عبد الملك إلى الحجاج: أنْ لا تُخالف ابن عمر في الحج، فجاء ابن عمر - وأنا معه يوم عرفة - حين زالت الشمس، فصاح عند سُرادق الحجاج فخرج وعليه ملحفة معصفرة، فقال: مالك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: الرَّواح إن كنت تُريد السُّنة، قال: هذه الساعة؟ قال: نعم، قال: فأنظرني حتى أُفيض على رأسي ماء، ثم أخرج، فنزل حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي، فقلت: إنْ كنت تريد السنة فأقصر الخطبة، وعجل الوقوف، فجعل ينظر إلى عبد الله، فلما رأى بعد الله ذلك، قال: صدق".

وفي رواية (?): "أن الحجاج - عام نزل بابن الزبير - سأل عبد الله: كيف تصنعُ في الموقف يوم عرفة؟ فقال سالم: إن كنت تريد السنة، فهجر بالصلاة يوم عرفة، فقال عبد الله: صدق إنهم كانوا يجمعُون بين الظهر والعصر في السُّنة، فقلت لسالم: أفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال سالم: وهل تتبعُون في ذلك إلا سُنَّتَهُ؟ ".

وأخرج أبو داود (?) قال: "لمَّا قتَل الحجاج ابن الزبير، أرسل إلى ابن عمر: أية ساعة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يروحُ في هذا اليوم؟ قال: إذا كان ذاك رُحنا، قال: فلما أراد ابن عمر أن يروح، قال: قالوا: لم تزغ الشمسُ، قال: أزاغتْ؟ قالوا: لم تزغ، أو زاغتْ، فلما قالوا: قد زاغتْ، ارتحل".

قال الحافظ في [الفتح: 3/ 512]: قال ابن بطال: وفي هذا الحديث الغسل للوقوف بعرفة، لقول الحجاج لعبد الله: أنظرني، فانتظره، وأهل العلم يستحبونه. اهـ. ويحتمل أن يكون ابن عمر إنما انتظره لحمله على أن اغتساله عن ضرورة. نعم روى مالك في الموطأ عن نافع أن ابن عمر كان يغتسل لوقوفه عشية عرفة، قال: وفيه أن إقامة الحج إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015