الحديبية: دعوا محمداً وأصحابهُ، حتى يموتُوا موت النغف، فلما صالحوه على أن يجيؤوا من العامِ المقبلِ، فيقيموا بمكةَ ثلاثة أيامِ. فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمشركون من قِبَلِ قُعَيْقِعان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ارْمُلُوا بالبيتِ ثلاثاً، وليس بسنةٍ، قلت: يزعُم قومُك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بين الصفا والمروة على بعيرٍ، وأن ذلك سُنة؟ قال: صدقوا وكذبوا، قلت: ما صدقوا، وما كذبوا؟ قال: صدقوا، قد طاف رسول الله بين الصفا والمروة على بعيرٍ، وكذبوا، ليست بسُنةٍ: كان الناسُ لا يُدفعون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يُضْرَبُون عنه، فطاف على بعيرٍ ليسمعوا كلامه، وليروا مكانه، ولا تناله أيديهم".
4352 - * روى مالك في الموطأ عن: جابرٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "رمَلَ الثلاثة الأطواف من الحجرِ إلى الحجر".
4353 - * روى الشيخان عن عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقدُم مكة: إذا استلم الرُّكن الأسود، أول ما يطوف: يخُبُّ ثلاثةَ أطوافٍ من السبْعِ" (1).