قال تعالى: {أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (?)، فالطواف حول البيت من أعظم أنواع العبادات، وهو إما مفروض كطواف الحج والعمرة والطواف المنذور، وإما واجب كطواف الوداع لغير الحائض والنفساء، وإما مسنون كطواف القدوم، وإما مندوب في كل وقت وحين. والأصل في الطواف أن يكون سبعة أشواط، ويجب بعد كل طواف صلاة ركعتين عند الحنفية في وقت مباح، ويسن ذلك عند الشافعية والحنابلة، ويستطيع الإنسان أن يجمع بين أطوفة متعددة بشكل متوال ثم يصلي بعد ذلك عن كل سبعة أشواط ركعتين، وكل طواف بعده سعي يُسن فيه الرمل والاضطباع في الأشواط الثلاثة الأولى، ولقد فعل الاضطباع والرمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم عمرة القضاء فكانت سنة دائمة.
والطواف: الركن في الحج يسمى طواف الإفاضة أو طواف الزيارة، والأطوفة المسماة في الحج ثلاثة: طواف القدوم، وطواف الإفاضة، وطواف الوداع، وما زاد على هذه الأطوفة فهو نفل.
أما السعي فواحد، ولا يكون السعي إلا بعد طواف، فإن سعي مع طواف القدوم لم يسع بعده وإن لم يسع معه، سعى مع طواف الزيارة.
أما طواف القدوم: فهو سنة عند الجمهور لحاج دخل مكة قبل الوقوف بعرفة ولا يُسن للحاج بعد الوقوف بعرفة، ولا للمعتمر؛ لأن المعتمر يبدأ بالطواف المفروض عليه، والحكمة فيه أنه تحية البيت، فيبدأ به لا بصلاة تحية المسجد، لأن القصد من إتيان المسجد البيت وتحيته الطواف، لوا يبدأ بالطواف إذا خاف فوات الصلاة المفروضة أو السنة المؤكدة، أو وجد جماعة قائمة، أو تذكر فائتة مكتوبة، فإنه يقدم ذلك على الطواف، ولو أقيمت الصلاة وهو في أثناء الطواف قطعه وصلَّى، وكذا لو حضرت جنازة قطعه إن كان نفلاً، ولا يفوت طواف القدوم بالجلوس في المسجد، كما تفوت به تحية المسجد، لكنه يفوت