الذي هو هكذا حتى يستطير".
وفي رواية النسائي (?) "لا يغرنكم أذان بلال، ولا هذا البياض، حتى ينفجر الفجر- هكذا وهكذا- يعني: معترضاً".
قال أبو داود- يعني: الطيالسي- بسط يديه يميناً وشمالاً، ماداً يديه.
أقول: العبرة في ظهور الفجر للرؤية العادية في وضع لا توجد فيه مؤثرات، فمثلاً أهل المدن في عصرنا يعيشون في أنوار الكهرباء وهذا يؤثر على رؤيتهم للفجر، ولذلك درج الناس في عصرنا على متابعة الإمساكيات والتقويمات لأنها هي التي تحدد وقت طلوع الفجر على ضوء الرؤية العادية في الأوضاع العادية كما دل عليه الاستقراء.
3716 - * روى النسائي عن أنيسة بنت خبيب الأنصارية (رضي الله عنهما) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أذن ابن أم مكتوم فلا تأكلوا ولا تشربوا، وإذا أذن بلال فكلوا واشربوا".
أقول: هذا النص تأكيد للنصوص السابقة في أن ابن أم مكتوم كان يؤذن إذا طلع الفجر وهذا يوجب الامتناع عن الطعام، أما بلال فكان يؤذن قبل طلوع الفجر فلا يمنع أذانه من الأكل والشرب.
3717 - * روى ابن خزيمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الفجر فجران، فجر يحرم فيه الطعام ويحل فيه الصلاة، وفجر يحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام".
قال ابن خزيمة: في هذا الخبر دلالة على أن صلاة الفرض لا يجوز أداؤها قبل دخول وقتها.