في الحديث مستمسك لمن يقول بجواز الأكل بعد الفجر، بل هو حجة عليه، والنص دليل على استحباب تأخير السحور وهو السنة، على ان ينتهي السحور قبيل طلوع الفجر.

3710 - * روى البخاري عن سهل بن سعد (رضي الله عنه) قال: "كنت أتسحر في أهلي ثم يكون بي سرعة أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".

3711 - * روى النسائي عن زر بن حبيش (رحمه الله) قال: "قلنا لحذيفة: أية ساعة تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو النهار، إلا أن الشمس لم تطلع".

وفي رواية (?) قال زر بن حبيش: "تسحرت [مع حذيفة]، ثم خرجنا، إلى الصلاة فلما أتينا المسجد صلينا ركعتين، وأقيمت الصلاة، وليس بينهما إلا هنيهة".

وفي رواية (?) عن صلة بن زفر: "تسحرت مع حذيفة، ثم خرجنا إلى المسجد، فصلينا ركعتي الفجر، ثم أقيمت الصلاة فصلينا".

أقول: قول حذيفة (والنهار إلا أن الشمس لم تطلع) إن لم يتطرق إليه وهم الراوي فهو محمول على أن السحور كان متأخراً، وتأخير السحور هو السنة، لكن السحور يكون قبل طلوع الفجر، والنهار يبدأ منذ طلوع الفجر، ولا يصح أن يستند على هذه الرواية ليأكل بعد طلوع الفجر الذي تعين بنص القرآن أنه بدء الصوم، والفتوى: أن من أكل بعد طلوع الفجر عامداً متعمداً وهو يعلم طلوع الفجر أن عليه القضاء والكفارة، وهو مع ذلك آثم.

وقد احتمل الطحاوي أن يكون هذه الرواية وأشباهها كانت قبل نزول قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}. وهذا كلامه رحمه الله: ففي هذا الحديث عن حذيفة أنه أكل بعد طلوع الفجر، وهو يريد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015