ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً أو متعلماً".
وإذن فبقدر ما تعطي من وقتك للعلم الأخروي والذكر تعطي للآخرة، ومع أن أي عمل من أعمال الإسلام ولو لم يكن فيه ذكر مباشر هو ذكر ضمني، فإن الذكر المباشر هو أول ما ينطبق عليه وصف الذكر:
والصلاة كلها ذكر، وتلاوة القرآن كلها ذكر، والدعوات والأذكار كلها ذكر وهذه كلها تقتضي تأملاً وتدبراً وتفكراً والتأمل والتذكر والتفكر ذكر في النهاية لذلك قلنا إن هذه الأمور هي المظهر الأول للعبادة.
فإذا عرفنا أن الدعاء هو العبادة، وان التلاوة أرقى من الدعاء ففي الحديث الذي.
2337 - * روى الترمذي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شغله قراءة القرآن عن مسألتي: أعطيته أفضل ما أعطي السائلين".
تأكد لك ما ذكرناه عن الصلوات والأذكار والدعوات وتلاوة القرآن.
وقد جرت عادة أهل السلوك إلى الله مع اهتمامهم الزائد بالصلاة فريضة ونافلة أن يرتبوا على أنفسهم ورداً يومياً يجمع بين الذكر من استغفار إلى صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تهليل وتسبيح وبين تلاوة القرآن وبين التفكر في الملك والملكوت والتأمل في اليوم الآخر، وأن يحاولوا مع هذا الإكثار بقية يومهم وليلتهم من الذكر والتفكر تحقيقاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم العملية وقياماً بحق قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (?).
ويحرصون أن يتلقوا ذلك عن أهل العلم والسير إلى الله تحقيقاً لسنة التلقن