حيان على يديه صلى الله عليه وسلم. ا. هـ.
وفي 7 شوال من السنة الثالثة للهجرة حدثت وقعة أحد، وكان فيها ما كان وفي الثامن من شوال سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد فكانت حركته هذه غسلاً لآثار أحد وتحويلاً للموقف.
هذه هي أهم أحداث السنة الثالثة العسكرية.
والملاحظ أنه من بدر حتى أحد كان الخط البياني للانتصارات العسكرية في تصاعد ونتيجة لذلك فإن هيبة الرسول صلى الله عليه وسلم العسكرية بلغت كل مبلغ. لقد سيطر على الطريق إلى الشام، ثم سيطر على طريق الشام عبر طريق العراق، وأحكم الحصار الاقتصادي على قريش، وكان ذروة هذا الإحكام عندما استطاع زيد بن حارثة أن يستولي على قافلة قريش التجارية السائرة إلى الشام عبر طريق العراق، ثم إن سراياه وغزواته عليه الصلاة والسلام صارت تذهب بعيداً عن المدينة المنورة ونحو كل الاتجاهات تقريباً، وبهذا قطع الطريق على أي تفكير داخلي بالتمرد أو خارجي بالغزو إلا إذا كان غزواً منظماً كبيراً وهذا الذي حدث يوم أحد، ولقد وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا كله بأقل الخسائر وبأسهل طريق، فلقد كان يفوت على خصومه أهدافهم ولما يبدأوا التحضير لها فما يكاد يسمع أن تعبئة تعد حتى يعبئ ويسارع ويضرب، وما يكاد يحس بخطر أحد إلا ويسارع بتصفيته كما فعل بكعب، وكثيراً ما كان يصيب أكثر من عصفور بحجر واحد؛ فلقد أحبط بمقتل كعب ما كان يمكن أن يفعله كعب لصالح قريش يوم أحد، وأجبر كل من في دائرة المدينة على الموادعة، ولو أنك جمعت خسائر المسلمين حتى وقعة أحد فإنك تجدها أفراداً، بينما تجد خسائر الآخرين أكبر من ذلك بكثير.
إنك عندما تدرس مبادئ الحرب من مفاجأة إلى مبادأة إلى اقتصاد بالقوات فإنك لا تجدها على كمالها وتمامها كما تجدها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل إن كثيراً من القادة العظام ينجحون في وضع ويفشلون في وضع آخر، وقد يفقدون السيطرة على أمور إذا لم تجر على