(7)

عالمية السيرة المحمدية

بعد أن أقام المؤلف الحجة على أن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم هي السيرة المثلى التي لا يوجد في غيرها ما يوجد فيها، بيَّن في المحاضرة السابعة أن هذه السيرة وهذه الرسالة تُطالب بها الأمم جميعها، تطالب بالاهتداء بها والاقتداء بصاحبها، فهي رسالة للجميع ويطالب بها الجميع، ولا نجاة لأحد ولا فلح لإنسان إلا باتباعها، وقد سلك لإقامة الحجة في هذا مسالك شتى.

تحدث عن التوقيت في حياة الرسل، وتحدث عن التخصيص في حياة الرسل، فكل رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم كان لزمان، والدليل على ذلك ضياع هديهم، وكل رسول بعث لقومه خاصة والدليل على ذلك موجود في كتبهم، أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد بَشَّر به من سبقه، وهذه نصوص دعوته محفوظة، وقد دعا كل الأقوام، وأتى على كل ذلك بالأدلة الكثيرة.

ثم سلك في إقامة الحجة مسلكاً آخر، فذكر أن الدين الذي يحتاجه كل إنسان هو ما اجتمع في تفصيل في قضايا الإيمان والعبادة والمعاملات والآداب والأخلاق، ويدخل في المعاملات القوانين والمبادئ الدستورية، ويدخل في الأخلاق والآداب: أخلاق النفس وآداب السلوك وآداب التعامل الاجتماعي.

ثم تحدث عن أن هذه الأمور لا تجد تفصيلاتها إلا في الإسلام، ومع هذا فإن كل جزء منها معقول المعنى صحيح المضمون ممكن الفهم والتطبيق، أما الأديان الأخرى - كما هي عليه منذ الدعوة المحمدية - فلا تجد فيها شيئا صمن ذلك، فكم من خرافات في شأن الربوبية عند الأديان القائلة بها، وكم من أباطيل في التصورات، ثم إنك لا تجد أي تفصيل لقضية العبادات في أي من الكتب الدينية المنقولة إلينا، وفي المعاملات لا تجد تفصيلاً، وإذا وجدت تفصيلاً ففي الغالب يرافق التطبيق حرج، وأكثر الأخلاق التي فصلتها كتب الأديان أخلاق سلبية بعضها جيد تجده في الإسلام وبعضها تفنى به الحياة، لكن الإسلام كما فصل في الرذائل فصل في الفضائل، كبيرها وصغيرها.

وبعد جولة موفقة في هذه الأمور كلها، قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015