الاعتبار والنجاة.
* * *
تطلق كلمة آل البيت على معنى أعم وعام ومعنى خاص ومعنى أخص فهي بمعناها الأعم يدخل فيها كل مؤمن ومؤمنة، وهي بمعناها العام يدخل فيها أزواجه وبناته وأحفاده وأقاربه الأدنون، وهي بمعناها الخاص يدخل فيها من حرمت عليه الصدقة على خلاف بين الفقهاء في ذلك، ورواية مسلم المذكورة تذكر إحدى وجهات النظر، وهي بمعناها الأخص يدخل فيها علي وفاطمة وأبناؤهما وذرية الحسن والحسين خاصة.
فلكلمة آل البيت إذن معان متعددة باعتبار المقامات، فهي ترد على أكثر من معنى، والسياق هو الذي يعطيها مدلولها الأعم أو الأخص، فهي ترد ويراد بها جميعُ المؤمنين ولو كانوا عصاة، لأن كل مؤمن بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم رحم فالله عز وجل يقول:
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (?) أي وهو أبوهم، وعلى هذا حمل بعض العلماء كلمة آل البيت إذا وردت في الدعاء فقولنا: (اللهم صل على سيدنا محمد وآله) يراد بالآل هنا كل المؤمنين على رأي هؤلاء، وفي مقام الزكاة يراد بالآل بنو هاشم وبنوعبد المطلب عند الشافعية، وبنو هاشم فقط عند المالكية والحنابلة. وآل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وآل الحارث عند الحنفية، وعلى هذا الخلاف حمل كل من المذاهب كلمة آل البيت حيث وردت في بحث الزكاة في أنها لا تجوز لمحمد وآل بيته، وقد وردت نصوص تدخل في أهل بيته أزواجه عليه الصلاة والسلام خاصة وأن قوله جل جلاله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (?) قد جاء في سياق الخطاب لأزواجه عليه الصلاة والسلام.
1111 - * روى ابن أبي حاتم عن عكرمة عن ابن عباس: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ