من المعلوم من الدين بالضرورة أن بعثته عليه الصلاة والسلام كانت إلى الإنس والجن، فالثقلان مكلفان برسالته إلى يوم القيامة، ومن ههنا فالعالمون كلهم أمته، لكن العلماء يفرّقون بين أمة الدعوة وأمة الاستجابة، فالإنس والجن عموماً هم أمة الدعوة، والذين استجابوا منهم فآمنوا وأسلموا هم أمة الاستجابة، وقد وردت في فضل أمة الاستجابة نصوص في الكتاب كقوله تعالى:
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (?)
كما وردت نصوص في السنة:
1052 - * روى الترمذي عن معاوية بن حَيْدة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قال: "إنكم تُتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمُها على الله".
1053 - * روى البخاري عن أبي موسى رفعه: "مثلُ المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجلٍ استأجر قوماً يعملون له عملاً يوماً إلى الليل على أجر معلوم، فعملوا له نصف النهار فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجْرِك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل، فقال لهم: لا تفعلوا، أكملوا بقية عملكم وخُذوا أجركم كاملاً، فأبوا وتركزا واستأجر آخرين بعدهم، فقال: أكملوا بقية يومكم هذا ولكم الذي شرطتُ من الأجْر، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا: كل ما عملنا باطل، ولك الأجر الذي جعَلْتَ لنا فيه فقال لهم: أكمِلُوا بقية عملكم فإنما بقي من النهار شيء يسير، فأبوا فاستأجر قوماً أن يعملوا بقية يومهمْ، فعملوا بقية