أمرني فكنتُ أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلُغني من هذا للبن، ولم يكنْ من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بُد، فأتيتُهم فدعوتهم، فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت. قال: "يا أبا هر" قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "خذ فأعطهم" فأخذتُ القدح فجعلتُ أعطيه الرجل فيشربُ حتى يروى، ثم يرد عليَّ القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد عليَّ القدح، فيشربُ حتى يروى، ثم يردُّ عليَّ القدح، حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إليَّ فتبسم فقال: "أبا هر" قلت: لبيك يا رسول الله. قال: "بقيتُ أنا وأنت" قلتُ: صدقت يا رسول الله، قال: "أٌعدْ فاشرب" فقعدتُ فشربت، فقال: "اشربْ" فشربت، فما زال يقول: "اشرب" حتى قلتُ: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكاً. قال: "فأرني" فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة.
974 - * روى الحاكم عن هشام بن حُبيش بن خويلد صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج من مكة مهاجراً إلى المدينة، وأبو بكر رضي الله عنه، ومولى أبي بكر عامرُ بن فُهيرة، ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط، مرُّوا على خيمتيْ أم سعيدٍ الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة، ثم تسقي وتطعم، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها، فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك (1)، وكان