972 - * روى الطبراني عن قيس بن النعمان السكوني قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر مستخفيان من قريش، فمروا براعٍ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل من شاة ضربها الفحْل؟ " قال: لا، ولكن ههنا شاة قد خلفها الجهد، قال: "ائتني بها" فأتاه بها فمسح ضرعها ودعا بالبركة، فحلب فسقى أبا بكر، ثم حلب فسقى الراعي، ثم حلب فشرب، فقال له: تالله ما رأيتُ مثلك، من أنت؟ قال: "إن أخبرتك تكْتُم عليَّ؟ " قال: نعم، قال: "أنا محمدٌ رسول الله" قال: أنت الذي تزعم قريش أنك صابئ؟ قال: "إنهم يقولون ذلك"، قال: فإني أشهد إنك رسول الله، وإنه لا يقدر على ما فعلت إلا رسول، ثم قال له: اتبعك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أما اليوم فلا، ولكن إذا سمعت أنا قد ظهرنا فأتنا" فأتى النبيُ صلى الله عليه وسلم بعد ما ظهر بالمدينة.

973 - * روى البخاري أن أبا هريرة كان يقول: الله الذي لا إله إلا هو، إن كنتُ لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإنْ كنت لأشُدُّ الحجر على بطني من الجوع. ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليُشبعني، فمر فلم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال "يا أبا هِرّ" قلتُ: لبيكَ رسول الله، قال: "الحقْ" ومضى. فتبعتُه، فدخل فاستأذن فأذن لي، فدخل فوجد لبناً في قدح فقال: "من أين هذا اللبن؟ " قالوا أهداهُ لك فلان - أو فلانة - قال: "أبا هر" قلتُ: لبيك يا رسول الله، قال: "الحق إلى أهل الصفة فادعُهم لي" قال: وأهلُ الصفة أضيافُ الإسلام، لا يأوون على أهلٍ ولا مالٍ ولا على أحدٍ، إذا أتتهُ صدقةً بعث إليهم ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة؟ كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوّى بها (1)، فإذا جاءوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015