فرجعتُ إلى امرأتي. فقلت: ألم أكن نهيتُكِ أن تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي؟ فقالت: تظن أن الله تعالى يُورِدُ نبيهُ في بيتي ثم يخرج ولا أسأله الصلاة عليَّ وعلى زوجي.

957 - * روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: تعُدُّون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحاً، ونحن نعُدُّ الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية، كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مائة - والحديبية بئر - فنزحناها، فلم نترك فيها قطرة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاها، فجلس على شفيرها، ثم دعا بإناءٍ من ماءٍ، فتوضأ، ثم مضمض ودعا، ثم صبه فيها، فتركناها غير بعيدٍ، ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابُنا.

وفي رواية نحوهُ، إلا أنه قال (?): "ائتوني بدلوٍ من مائها" فأتِيَ به فبصق فدعا، ثم قال: "دعُوها ساعة" قال: فأرووا أنفسهم وركابهم حتى ارتحلُوا.

قال ابن حجر:

قوله (ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان) يعني قوله تعالى {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (?) وهذا موضع وقع فيه اختلاف قديم، والتحقيق أنه يختلف ذلك باختلاف المراد من الآيات، فقوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} المراد بالفتح هنا الحديبية لأنها كانت مبدأ الفتح المبين على المسلمين، لما ترتب على الصلح الذي وقع منه الأمن ورفع الحرب وتمكن من يخشى الدخول في الإسلام والوصول إلى المدينة من ذلك كما وقع لخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهما: ثم تبعت الأسباب بعضها بعضاً إلى أن كمل الفتح. وقد ذكر ابن إسحاق في المغازي عن الزهري قال: لم يكن في الإسلام فتح قبل فتح الحديبية أعظم منه إنما كان الكفر حيث القتال (?) فلما أمن الناس كلهم كلم بعضهم بعضاً وتفاوضوا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015