جابر] والله إن مجلس بني سلمة لينظرون إليهم: هو (أي النبي صلى الله عليه وسلم) أحبُّ إليهم من أعينهم ما يقربُونه مخافة أن يُؤذُوه. ثم قام وقام أصحابُه فخرجوا بين يديه، وكان يقول: "خَلُّوا ظهري للملائكة" قال: فاتبعتهم حتى بلغت أُسْكُفَّة الباب، فأخرجت امرأتي صدرها وكانت ستيرة، فقالت: يا رسول الله صلْ عليَّ وعلى زوجي. قال "صلى الله عليك وعلى زوجك" ثم قال: ادعوا لي فلاناً، للغريم الذي اشتد عليَّ في الطلب، فقال: "أنْسيء جابراً طائفةً من دينك الذي على أبيه إلى هذا الصِّرام المُقبل، قال ما أنا بفاعل. قال: واعتل وقال: إنما هو مال يتامى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين جابر؟ " قال: قلت: أنا ذا يا رسول الله. قال: "كِلْ له من العجوة فإن الله تعالى سوف يُوفيه" فرفع رأسه إلى السماء فإذا الشمسُ قد دلكت. قال: "الصلاة يا أبا بكر" قال: فاندفعوا إلى المسجد. فقلت لغريمي: قرِّب أوْعيتك، فكِلْتُ له من العجْوة فوفاه الله، وفضل لنا من التمر كذا وكذا، قال: فجئتُ أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده كأني شرارة، فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى، فقلت له: يا رسول الله إني قد كِلْتُ لغريمي تمرهُ فوفاهُ الله، وفضل لنا من التمر كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين عمر بن الخطاب؟ " قال: فجاء يُهرْول قال: "سل جابر بن عبد الله عن غريمه وتمره" قال: ما أنا بسائله. قد علمتُ أن الله سوف يوفيه إذْ أخبرت أن الله سوف يوفيه. فردُدَ عليه وردد عليه هذه الكلمة ثلاث مرات، كل ذلك يقول: ما أنا بسائله. وكان لا يُراجعُ بعد المرة الثالثة فقال: "ما فعل غريمك وتمرك؟ قال: قلتُ (1): وفاه الله وفضل لنا من التمر كذا وكذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015