وفي رواية عن عروة أنها قالت (?): ألا يُعجبكَ أبو فلان؟ جاء فجلس جانب حُجرتي يحدثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسمعُني ذلك، وكنتُ أسبحُ، فقام قبل أن أقضي سُبحتي، ولو أدركته لرددتُ عليه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرُدُ الحديث كسردكم.

ولمسلم قال (?): كان أبو هريرة يُحدثُ، ويقول: اسمعي يا ربة الحجرة، اسمعي يا ربة الحجرة - وعائشة تُصلي - فلما قضت صلاتها، قالت لعروة: ألا تسمعُ إلى هذا ومقالته آنفاً؟ إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحدث حديثاً لو عدهُ العادُّ لأحصاهُ.

863 - * روى ابن خزيمة عن المغيرة بن شعبة، قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت قدماه، فقيل له: تكلفْ هذا يا رسول الله وقد غُفر لك؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً".

قال ابن خزيمة: في هذا دلالة على أن الشكر لله عز وجل قد يكون بالعمل له لأن الشكر كله لله، وقد يكون باللسان، قال الله: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} (?) فأمرهم جل وعلا أن يعملوا له شكراً فالشكر قد يكون بالقول والعمل جميعاً، لا على ما يتوهم العامة أن الشكر إنما يكون باللسان فقط.

864 - * روى أحمد عن معاذة قالت: سألت امرأة عائشة وأنا شاهدة عن وصل صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لها: أتعملين كعمله؟ فإنه قد كان غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكان عمله نافلة له.

865 - * روى الطبراني عن نافع بن خالد الخزاعي قال: حدثني أبي أن رسول الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015