السكون ونحوه
وَمِنْ رَحْمَتِهِ بكم جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ أي خلق هذا وهذا لِتَسْكُنُوا فِيهِ بالليل وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ في النهار بالأسفار والترحال وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ الله بأنواع العبادات في الليل والنهار، فمن فاته شئ بالليل استدركه بالنهار، أو بالنهار استدركه بالليل.
....
وهكذا أقام الله الحجة على توحيده وكمال علمه، وكمال حكمته، وكمال إنعامه، وأنه يجب له الحمد والشكر. وأن له الحكم وفي ذلك حجة جديدة على من لم يهتد، أو يضع التعلات للفرار من الإسلام، وها هي علامة الفقرة تأتي هنا في أواخرها وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ.
وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أي في دار الدنيا قال النسفي: كرر التوبيخ لاتخاذ الشركاء ليؤذن أن لا شئ أجلب لغضب الله من الإشراك به، كما
لا شئ أدخل في مرضاته من توحيده
وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً أي رسولا، يعني: نبيهم لأن الأنبياء للأمم شهداء عليهم يشهدون بما كانوا عليه فَقُلْنا للمشركين هاتُوا بُرْهانَكُمْ أي على صحة ما ادعيتموه من أن الله شركاء فَعَلِمُوا حينئذ أَنَّ الْحَقَّ أي التوحيد لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ وغاب عنهم غيبة الشئ الضائع ما كانُوا يَفْتَرُونَ من ألوهية غير الله والشفاعة لهم، أي ذهبوا ولم ينفعوهم. وبهذا انتهت الفقرات الثلاث وبها ينتهي الجزء الأول من المجموعة الرابعة ويأتي الجزء الثاني وفيه قصة قارون وتعقيب عليها.
كلمة في السياق:
رأينا أن السورة كلها تنقسم إلى قسمين: الأول: قصة موسى، ثم القسم الثاني وهو الذي نحن فيه وهو يبنى على القسم الأول، وفي القسم الثاني أقام الله الحجة على رسالة رسوله، وعلى أن هذا القرآن من عند الله، ثم بين الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه لا يهدي من أحب، وإنما الهداية بيد الله لمن سلك أسبابها، ثم عرض الله عزّ وجل شبهة من شبه