غفران الشرك مستحيل الوقوع، وقول إبراهيم هنا وقول عيسى عليهما السلام إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يؤيد هذا التقسيم.
4 - روى عبد الله بن وهب بسنده إلى عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول إبراهيم عليه السلام رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ الآية. وقول عيسى عليه السلام إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ الآية. ثم رفع يديه ثم قال: «اللهم أمتي، اللهم أمتي، اللهم أمتي وبكى. فقال الله: اذهب يا جبريل إلى محمد- وربك أعلم- وسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال.
فقال: اذهب إلى محمد فقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك»
5 - يلاحظ أن الله تعالى قال في سورة البقرة: رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً بتنكير البلد وهنا رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً بتعريف البلد فما حكمة التعريف والتنكير؟ نكره حيث أراد أن يجعله آمنا من جملة البلدان الآمنة، وعرفه حيث أراد أن يخصه بالخروج من الخوف إلى الأمن الدائم.
6 - يلاحظ أن من سنة إبراهيم عليه السلام الدعاء لنفسه ولوالديه وللمؤمنين وللذرية، كما يلاحظ حرصه على استمرار الخير في ذريته وذلك خلق ينبغي أن يتحقق فيه كل مسلم.
7 - بمناسبة قوله تعالى: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم: لو قال أفئدة الناس لازدحم عليه فارس والروم واليهود والنصارى والناس كلهم ولكن قال: من الناس فاختص به المسلمون.
8 - فسرنا قوله تعالى: إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ بمعنى لمجيب الدعاء، وذلك من باب قولك: سمع فلان كلام فلان إذا تلقاه بالإجابة والقبول، ومنه سمع الله لمن حمده.
9 - بمناسبة قوله تعالى: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي
نقل النسفي عن ابن عباس قوله: لا يزال من ولد إبراهيم ناس على الفطرة إلى أن تقوم الساعة.