رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ أي لمجيب الدعاء
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي أي وبعض ذريتي، وإنما بعض لأنه علم بإعلام الله له أنه يكون في ذريته كفار رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ أي واستجب دعائي أو تقبل عبادتي
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ أي آدم وحواء، أو قاله قبل النهي واليأس من إيمان أبيه وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ أي يوم يثبت الحساب أو يوم يقوم أهل الحساب من قبورهم، وبهذا انتهت المجموعة السادسة من هذه السورة
1 - ساق ابن كثير أسانيد كثيرة إلى علي وعمر وابن عباس في تفسير قوله تعالى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً بأنهم قريش، وبنو المغيرة يوم بدر، وبنو أمية يوم أحد، قال ابن كثير بعد تصحيحه هذا القول: وإن كان المعنى يعم الكفار فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، ونعمة للناس، فمن قام بشكرها دخل الجنة، ومن ردها وكفرها دخل النار
2 - بمناسبة قوله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها نذكر ما قاله ابن حبيب رحمه الله (إن حق الله أثقل من أن يقوم به العباد، وإن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين)
وما رواه البخاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم لك الحمد غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا». وبمناسبة هذه الآية نقول: إن الشكر هو المخلص من مقام الظلم والكفران، ولكن الشكر نفسه هو من نعم الله فهو يحتاج إلى شكر
قال الشافعي: (الحمد لله الذي لا يؤدى شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة حادثة توجب على مؤديها شكره بها) ومن ثم فالشكر الذي يخلص من الكفران هو أن تحمد وتعمل، وتعترف لله بالفضل وعلى نفسك بالتقصير
3 - في قوله تعالى على لسان إبراهيم فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ قال ابن كثير (وليس فيه أكثر من الرد إلى مشيئة الله تعالى لا تجويز وقوع ذلك) أي لا تجويز وقوع المغفرة على الشرك. أقول: إن أهل السنة والجماعة يفرقون في كتبهم بين الجائز العقلي في حق الله، وبين الجائز الشرعي، فعندهم يجوز عقلا أن يغفر الله كل ذنب، ولكن لإخباره أنه لا يغفر الشرك فإنه من الواجب الاعتقاد أن