فأجابه شيخه حلاًّ لها:

سلام يحاكي الروض بالزهر كللا ... يفوق الشذا منه عبير ومندلا

ثغور الهنا منه بواسم ضحك ... ووجه الرضا بالبشر فيه تهللا

إلى ذي النهي والمجد أفخر من على ... علا ذروة الإفضال والمجد واعتلا

وبعد فيا من فاق علما وسؤددا ... وفاق على هام السماكين واعتلا

بعثت إلى ذي فاقة واستكانة ... تحاول منه حل ما كان متكلا

مقل قصير الباع فيما ترومه ... من العلم والإدراك أضحى معطلا

وكلفتني حملا ثقيلا ومن يكن ... مطاء فقير كيف يحمل مثقلا

وإني مجيب حسب قدري وطاقتي ... وإن كان ما ألقيت صعبًا ومعصلا

فإن أنج قصدًا في الجواب فحبذا ... ولله شكري إذ أبان وسهلا

وإن لم أصب قصدا فعذري واضح ... وهل أعرج يستطيع يمشي مهرولا

وهاك جوابي ولتكن لي عاذرا ... إذا لم أحوز اليوم في ذاك مفضلا

من التمر صاع عن حلاب ترده ... فلا قيمة هذا ولا مثل فاعقلا

وقارون في أرض يسيخ بقامة ... مدى الدهر باق لم ينل جسمه البلا

ومن مات في بحر وقد عز دفنه ... ففي البحر يلقى وهو بالأرض بدلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015