كفى زاجرًا للمرء موت محتم ... وقبر وأهوال تشاهد في غد
ونار تلظى أوعد الله من عصى ... فمن خارج بعد الشقا ومخلد
فقد عند حبس القطر في الناس واعظًا ... وخوف ومرهم بالمتاب وهدد
إذا خفت فوت الزرع والجدب في الربى ... تهيأ وميقات الخروج لهم عد
ويشرع تنظيف وترك تطيب ... وإصلاح مخفى السرائر أكد
ويخرج بعض من مظالم بعضهم ... ويستغفرون الله من كل مبعد
وبادر إلى الصحرا بهم متضرعًا ... بإخبات ذي تقوى وذل ملهد
وأكثر على الهادي الصلاة بها تصب ... وفيما به يرجو الغياث ليجهد
ويستغفر الله العظيم لنفسه ... ويأمر باستغفارهم والتفقد
ويخضع نحو الأرض بالطرف خاشعًا ... ويرفع كف المستغيث المجهد
ويدعو دعاء المخبتين بقلبه ... دعاء غريق في دجا الليل مفرد
ولكنما صدق اللجاء مفاتح الخزائن ... فادع واسع الفضل واجتهد
ولا تقنطن من رحمة الله إنما ... قنوط الفتى خسرانه فادع تهتد
وقل بانكسار قارعًا باب راحم ... قريب مجيب بالفواضل مبتد
إلهي آتى العاصون بابك ما لهم ... سواك يزيل الأزل في الماحل الصد
إليك فررنا من عذابك رهبة ... فلا تطردنا عن جنابك واسعد
دعوناك للأمر الذي أنت ضامن ... إجابته يا غير مخلف موعد
إليك مددنا بالرجاء أكفنا ... فحاشاك من رد الفتى فارغ اليد
ويدعو بغيث مغدق متدفق ... يرد ظماء الهضب والمتوهد
ويستقبل البيت الحرام محولاً ... يمين رداء نحو يسرة مرتد