ولا فَسْخَ في الأقْوَى ومَنْ شاءَ يَرْدُدِ
وتَعْدَادُ رَشْقٍ والإصَابةُ فاشُتَرِطْ
بِلَا نُدْرَةٍ كالاسْتِواء فيهِمَا اشهدِ
وإن شَرَطَا للأبعَدِ الجُعْلَ لَم يَجُزْ
إذ لم يُحَدَّدْ غَايةٌ فيهما اشْهدِ
وَمِنْ غير ذكر القَوْسِ صَحِّحْ بمُبْعَدٍ
وَوَحْدَهُ في نوْع وَمَا عُيّنَ احْدُدِ
ولا تَشْتَرطْ إن يَسْتَوي عَدَدُ
الرُّمَاةِ مِن الحِزُبيْنِ في المُتَجَوِّدِ
ولكنْ تَسَاوى الرَّمْي ثم مُحَلِّلِ
لِيَرْمِ كحزب واحد أو مُعَدِّدِ
ويَحْصُلُ سَبْقٌ في البِداء بِحوْزةٍ
كَخَمْسِ إصَاباتٍ مِن العَشْرِ فاشْهدِ
إذا لم اسْتَوَوْا في رَمْيِهِم وَبشَرْطِهِم
مُفاضَلةً مِنْهَا لِحَاوِي المُزَيَّدِ
وإتْمَامُ رَشْقٍ هَاهُنَا لازِمٌ مَتَى
يَكُنْ فِيهِ نَفْعٌ دُون مَا لَم يُقَيَّدِ
ويَسْتَوْعِبْ إطلاقُ الإصَاباتِ كُلَّهَا
وشَرْطُ الحَواصِل مُطْلقًا للتأكُّدِ
وفي أيِّ وَصْفٍ لِلإصَابَةِ قَيَّدُوا
تَقَيَّدَ نَيْل السَّبْقِ بالمُتَقيِّدِ
وفي الفَرضِ اشْرطْ عِلمَ وَصْفٍ وَقدره
وبَيْنَهُمَا اقرع عِنْدَ بُخْلٍ المُبتدِي
وقَد قِيلَ قَدِّمْ مُخرجًا سَبقًا فَمَنْ
بِوَجْهٍ بَدَا فالغَيْر بالثاني يَبْتَدي
وإن شَرَطُوا إن يَبْتَدِي البَعْضُ دائمًا
فَلغْوٌ وإن يَبْدَأ بلا شَرط إمْهد
ويُشرع نَضْبُ اثنين تبدأ فرقه
بوَجْهٍ وبالثاني الأخيرة تبتدي
وإن سَهْمُ شَخْص حَلَّ موضعَه وقد
أطارَتْهُ رِيْحٌ عُدَّ إن لم تقيد
بِنَوْعِ إصَاباتٍ إذًا في وُجُوْدِهِ
تُشَكُّ بَتقْدِيرِ التَعَالِيمِ يُعَدَّدِ
ولا تَحسَبنَّ سَهْمًا طَرَافيه عَارضٌ
كَرِيحٍ وكَسْرِ القَوْسِ يَا صَاحِ تَعْتَدِ
وإن يَطْرَ وَقْتُ الرَّمْي غَيْثٌ وظُلْمَةٌ
فَجوِّزْ إذا أرْجَا النِّضَالَ إلى الغَدِ
وقد كَرِهُوا إفْرَادَ شخصٍ بمَدْحِهِ
لإيْذَاء إثانٍ مِن أمينٍ وُشُهَّدِ
ومحضُورٌ الشِطْرَنْجُ والنَّردُ مَيْسِرٌ
بِجُعْلٍ وغَيْرِ الجُعْل في نَص أحْمَدِ
ج: العارية بتخفيف الياء وتشديدها، قيل: إنها مشتقة من عار إذا ذهب وجاء ومنه، قيل للبطال: عيار لتردده في بطالته، والعرب تقول: أعاره وعاره كأطاعه وطاعه، وقيل: من التعاور وهو التناوب، وقيل من العرو، قال الشاعر:
وإني لتعروني لذكراك هزةٌ ... كما انتفض العصفور بلله القطر
وقيل: من العري الذي هو التجرد لتجردها عن العوض كما تسمى النخلة الموهوبة عرية؛ لتعريها عنه. وقال الجوهري: العارية بالتشديد كأنها منسوبة إلى العارِ؛ لأن طلبها عار وعيب، وينشد:
إنما أنفسنا عارية ... والعواري قصارى أن ترد
واعترض عليه بأنه - صلى الله عليه وسلم - فعلها كما سيأتي إن شاء الله، ولو كانت عيبًا ما فعلها وبأن ألف العارية منقلبة عن واو؛ فإنَّ أصلها عورية وأما ألف العار فمنقلبة عن ياء بدليل عيرته بكذا، والعارة مثل العارية.
قال ابن مقبل: