بالكتبخانة الفرنسية المحلقة بمدرسة الألسن, وزعت على المترجمين وإلا أورسل الديوان في طلبها من أوربة1.

وكان أكثر هذه الكتب ضخمًا من أسفارٍ عدة, فيعطي كل مترجم سفرًا كي تتم ترجمته في زمن قصير.

والراجح أن توزيع الأعمال في قلم الترجمة -كما حددته اللجنة التي أشارت بإنشائه في تقريرها- لم يتبع بحذافيره, بل تجوَّز عن كثير مما فيه؛ إذ لم يكن ثمة تخصص في الترجمة, فقد ينتهي مترجم من تعريب كتاب في الكيمياء, فيشرع في تعريب آخر في الزارعة, أو التاريخ, أو تربية الحيوان, وقبل أن يأخذ المترجم في عمله تحدد له مدة معينة, على أن يتم كتابه فيها وإلّا عُدَّ مقصرًا2.

وكان يفحص أعمال "القلم" نهاية كل عام لجنةٌ؛ لتميز الخبيث من الطيب, والمقصر من المجدِّ, ثم توصي بعقاب الأول ومكافأة الثاني؛ إذ تمنح المهمل نصف راتبه فحسب في المدة التي قصر فيها, وتكافئ المجد الذي أتم ترجمة كتابه وطبع كتابه بخمس, ونسخ منه تقدم إليه هدية3.

جهود "رفاعة بك وتلامذته:

وغير خافٍ ما كان يضطلع به رفاعة بك من جهد في الترجمة, والتوجيه والرعاية البالغة مما كان يمضي تلامذته فيه من نقل هذه الثقافة الغربية في كثير من فنونها, حتى استطاع رفاعة بك وتلامذته أن يعقدوا صلة ثقافية بين العربية والعلوم المحدثة, وقد استنفذ ذلك جهدًا وصبرًا وطول مثابرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015