فضل الأزهر على المرحوم "محمد عبد المطلب" الشاعر معروف لا يجحد فقد اغتذى بثقافته في الصبا سبع سنين قضاها بين طلابه، وهي فترة ليست قصيرة في حساب ذوي الملكات والموهوبين، ثم التحق بمدرسة دار العلوم فدرس كتب الأزهر فيها، وتلقى العلم على أساتذه الأزهر بها كالشيخ "حسن الطويل" والشيخ "حسونه النواوي"، والشيخ "سليمان العبد"، وغيرهم من العلماء والأدباء الذين أمدوا هذه المدرسة بالحياة، ولولا أننا قصرنا حديث دراستنا على الأزهريين بدءا ونهاية لكان "عبد المطلب" أحد الذين نتناول حياتهم بالإسهاب، وشعرهم بالدراسة والتحليل، ولكنا نلمح إلى اغتذاثه بثقافة الأزهر، وانتفاعه بعد مرحلة الطلب به بعلم من شعرائه الأفذاذ، وهو المرحوم الشيخ "عبد الرحمن قراعة".
حين تخرج "محمد عبد المطلب" من مدرسة دار العلوم أصبح مدرسا بمدرسة سوهاج الابتدائية حيث قضى بها بضع سنين، ذاع صيته فيها بين كبار الحكام والأعيان، وتعطرت مجالسهم بخطبه وقصائده، واختصه منهم بصداقته علامتنا الفاضل الشيخ "عبد الرحمن قراعة" فاقتبس كثيرا من علمه وأدبه، وطيب أخلاقه وسجاياه1.
وانعقدت الصداقة بين الرجلين، والمرحوم الشيخ "قراعة" أديب كبير، وعالم فذ وشاعر ضخم، فكان ذلك قادحا فكر عبد المطلب، باعثا على نمو قريحته وببسط أفقه وتنشيط موهبته، ولا شك أن "قراعة" كان أسبق منه قرضا للشعر، وأكثر منه دراية بالعلم والأدب وفنونه، وهو بهذه المثابة أولى بتوجيه "عبد المطلب"، وتهذيب فكره وتقويم شعره، ولعلنا لا ننسى أثر المرحوم إسماعيل صبري باشا في ترويج الشعر، وتهذيبه وصقله، فقد كانت