وهو شعر سهل رصين تتمثل فيه روح الشاعر المؤمن الذي يلتمس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون له حرزا منيعا، وشفيعا يغفر به كل ذنب، وإن كان في نفسي شيء من اللفظ الأخير "الفظيع".
وقال يعاتب بعض أصحابه:
لعمرك ما البواتر كالعصي ... ولا الطرف المذلل كالعصي1
ولا فلق الصباح إذا تبدى ... لذي بصر يقابل بالعشي
أراك رفعت أدنى الناس قدرًا ... وآثرت الدنى على علي
شققت عصا الوفاق وبعت غبنا ... صواب الرأي بالخطأ الجلي
وبدلت الأعزة من قريش ... وأبناء الأماجد بالبذي2
ستعرف ما جهلت إذا التقينا ... وبان لك الجبان من الكمي3
ولعل هذه الأبيات من أحسن شعره وأبلغه، وأحفلها بالتشبيهات المحكمة، وفيها جناس مقبول بين حرف الجر "على"، و"على" تورية لطيفة في لفظ "على" الذي يحتمل أن يكون وصفا مقابلا "للدنى"، وأن يكون مشيرا إلى اسم الشاعر "السيد علي" ومن رثائه قوله:
أمطري أعيني الدوامي دواما ... إن غيث الكرام يأتي ركاما4
واستمدي من حبة القلب دمعا ... فلعل الدموع تروي أواما5